مما يزهدني فى أرض أندلــس...سماع مــقتدر فيـها ومعتضد
ألقـاب مملكة فى غير موضعها..كالهرِّ يحكي انتفاضًا صولة الأسد
ألقـاب مملكة فى غير موضعها..كالهرِّ يحكي انتفاضًا صولة الأسد
الجواب ما ترى لا ما تسمع
الأندلس وملوك الطوائف:
أصبحت الدولة المرابطية قُوَّة لا يُستهان بها تُشكل خطرًا على النصارى في الأندلس، وملجأ وحصنًا للمسلمين فى الأندلس، حيث إن النصارى استفحل خطرهم فى الأَنْدَلُس، حيث قامت للمسلمين دويلات في كل مدينة وصلت إلى ثلاث وعشرين دويلة تناحرت فيما بينها، وعُرف حكامها بملوك الطوائف وتلقَّبوا بألقاب الخلفاء كالمأمون والمعتمد والمستعين والمعتصم والمتوكل إلى غير ذلك من الألقاب، ووصف هذه الحالة المشينة الشاعر أبو على الحسن بن رشيق فقال:
مما يزهدني فى أرض أندلــس
سماع مــقتدر فيـها ومعتضد
سماع مــقتدر فيـها ومعتضد
ألقـاب مملكة فى غير موضعها
كالهرِّ يحكي انتفاضًا صولة الأسد
كالهرِّ يحكي انتفاضًا صولة الأسد
ولما
كان الوضع في الأندلس على هذا السوء، من التفرق والتشرذم، أعمل ملك
الصليبين فيها ألفونسو السادس سيفه وسنانه، حتى أصبح ملوك الطوائف يبعثون
بالجزية إليه كل عام، فضج ملوك الطوائف من تجبره وغطرسته، وقتل المعتمد رسل
ألفونسو التي جاءت لتحصيل الجزية، فأعد ذلك الصليبي العدة لإفناء المعتمد
وباقي ملوك الطوائف.
ومِن
هنا أرسل ألفونسو برسالة إلى الأمير يوسف بن تاشفين يهزأ منه قائلًا: (فإن
كنت لا تستطيع الجواز فابعث إليَّ ما عندك من المراكب نجوز إليك، أناظرك فى
أحب البقاع إليك؛ فإن غلبتنى فتلك نعمة جُلِبت إليك، ونعمة شملت بين يديك،
وإن غلبتك كانت ليَّ اليد العليا عليك, واستكملت الإمارة, والله يتم
الإرادة).
فكان رد الأسد المرابط يوسف بن تاشفين مدويًّا، يقطر عزة وإباءً مع قلة حروفه ، فكتب على ظهر الرسالة: (الجواب ما ترى لا ما تسمع) [تاريخ الأندلس، ابن الكردبوس، ص(91)].
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire